مقابلة رووداو مع نزار العماري
رووداو ديجيتال
أكد ممثل برنامج الأسيكودا-الأونكتاد في العراق نزار العماري، أن العراق يعتبر آخر دولة أتمتت جماركها، لكنها الآن تحولت من النظام الورقي إلى النظام المؤتمت في 9 منافذ (جوية - برية - بحرية)، حيث أصبحت 80% من تجارتها مؤتمتة.
ممثل برنامج الأسيكودا-الأونكتاد في العراق نزار العماري، قال في مقابلة على شاشة رووداو : "المشاورات مستمرة مع إقليم كوردستان حول إمكانية أتمتة جماركها وتجارتها الخارجية".
وفيما يلي نص المقابلة:
رووداو: ما هي أهمية مشاركة العراق في برنامج الأسيكودا؟
نزار العماري: برنامج الأسيكودا هو تابع لوكالة من وكالات الأمم المتحدة اسمها (الأونكتاد)، التي هي مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، انطلق هذا البرنامج سنة 1981 بطلب من دول أعضاء من الأمم المتحدة، والغاية منه المساهمة في تسهيل التجارة وهو تابع لبرنامج الدعم التقني بالأمم المتحدة وهو أكبر برنامج للدعم التقني، شاركت العراق في هذا البرنامج مثل كل الدول التي تشارك عبر اتفاق ووثيقة مشروع سنة 2021، العراق كانت آخر دولة أتمتت جماركها، 108 دولة وإقليم في العالم يستخدموا أنظمة الاسيكودا، والبقية يستخدموا أنظمة مختلفة لنفس الإغراض، إلا أن الأسيكودا لديها الحيز الأكبر من الدول والأقاليم المؤتمتة في الأسيكودا، وبعد إمضاء الاتفاق الدولي ووثيقة الاتفاق انطلقنا في أتمتة الجمارك العراقية، من المستحيل الحصول على إحصائيات صحيحة لتجارتك الخارجية إذا لم يكن لديك جمارك مؤتمتة، وإذا ليس لديك إحصائيات صحيحة من المستحيل أن تبني استراتيجية على المدى القصير والمتوسط والبعيد اقتصادياً وحتى سياسياً واجتماعياً، لهذا أتمتة الجمارك شيء مهم جداً لكل الدول.
رووداو: ما مدى أهمية مشاركة العراق في البرنامج، العراق حالياً عضو في الأسيكودا، بعد هذه العضوية، ما الفائدة والتطور الذي قد يجنيه البلد من الناحية التجارية؟
نزار العماري: التطورات كثيرة، كما اسلفت العراق أخر دولة أتمتت جماركها، نحن كأسيكودا بشكل عام نذهب مع دولة لننتقل من نسخة إلى نسخة أحدث، لكن لا نتعاقد مع دول لنتحول من نظام ورقي إلى نظام مؤتمت، هذا الذي كنا نعمله في التسعينات وبدابة الألفين، فالنقلة هي نقلة كبيرة جداً ونوعية بالنسبة للعراق لأنها دخلت اليوم أنظمة أتمتة وأنظمة معلوماتية متطورة جداً، فنحن في سنة 2024 انطلقنا من الورق، وهذا خلق لدينا تحديات كبيرة في هذا المجال، أولها البنى التحتية لأن الجمارك بشكل عام موجودة في أماكن نائية لذلك يجب أن تكون لديك اتصالات جيدة ضوئية، ويجب أن تكون لديك مكاتب جيدة، وغيرها وهذا كله كان تحدياً، الذي حققه العراق هو أنه أكثر من 80% من تجارتها أصبحت مؤتمتة.
رووداو: هذا النظام التجاري للأسيكودا، هل يشمل كافة طرق النقل، البحرية والبرية والجوية والشحن، أم فقط يشمل النقل البحري؟ وحالياً في العراق ما هي أكثر تلك الطرق استخداماً؟
نزار العماري: عندما نؤتمت الجمارك فإننا نؤتمت ثلاثة أنواع من المنافذ (الجوية - البحرية - البرية)، أتمت اليوم العراق 9 منافذ الذي هي (الشحن الجوي بمطار بغداد، قاعة المسافرين بمطار بغداد، الميناء الجاف في بغداد، ساحة الترحيب الكبرى في أم قصر الذي هو أكبر ميناء موجود في العراق، أم قصر الأوسط، ام قصر الجنوبي، وصفوان على الحدود الكويتية، عرعر على الحدود السعودية، طريبيل على الحدود الأردنية).
رووداو: ماذا تقول بخصوص حدود إقليم كوردستان، ومطاريه الدوليين في أربيل والسليمانية، هل هي أيضاً جزء من نظام أسيكودا؟
نزار العماري: نحن كأمم متحدة عندما نمضي اتفاقاً مع دولة أو إقليم لا نحدد فيما يربطنا تعاقدياً وثيقة المشروع أو الاتفاق الدولي المنافذ التي ستؤتمت، وهذا طبيعي لأنه من الممكن أن يكون لك منفذ وتغلقه فيما بعد، لكن عندما نباشر العمل ونجهز النموذج، نطلب منهم خطة وسرد كامل مرتب بالمنافذ التي ينوون أتمتها، فمن الممكن أنهم لا يرغبون بأتمتة منفذ معين لأنه يستحيل عليهم أن يوصلوا إليه البنى التحتية لأنهم لا يعتبروه مهماً تجارياً ومداخيله بسيطة فتكون أتمته غير مربحة، أو لأسباب أخرى.
رووداو: نحن في إقليم كوردستان لدينا 3 منافذ حدودية دولية، إضافة لمطارين دوليين، ما السبب الرئيسي أن تلك المنافذ الجوية والبرية لم تصبح جزءاً من هذا النظام؟
نزار العماري: الأسباب عديدة المنطقية منها عندما نؤتمت معبراً نقوم حينها بتأسيس فريق وطني يضم جمركيين يتنقلون معنا حيث يكون موظفاً في الجمارك يشارك في الأتمتة ويعطي التدريبات والدعم اللازم للموظفين لوكلاء الإخراج ولشركات النقل.. إلخ، فإذا نؤتمت في كوردستان من الضرورة أن يتكلم كوردي، ونحن ليس لدينا فريقاً كوردياً فقط اتحادي ببغداد، كما أن بعض الخصائص الجمركية مشتركة بين إقليم كوردستان والعراق، لكن هناك بعض الخصائص الجمركية التي تنفذ في إطار الحكومة الاتحادية، نحن ليس لدينا أي مشكلة لنؤتمت عليهم إخبارنا أين نؤتمت وفريق يتكلم اللغة الكوردية.
رووداو: إذا لم يصبح إقليم كوردستان جزءاً من نظام الأسيكودا، ما الأضرار التي سيخلفها ذلك، وماذا على إقليم كوردستان فعله ليحظى بفائدة كبيرة من هذا النظام، خاصة أن البوابة الخارجية للعراق مع تركيا والدول الأوروبية هو إقليم كوردستان.
نزار العماري: نتمنى لإقليم كوردستان أن يقوم بأتمتة جيدة لتجارته الخارجية والجمارك، هذا سيعود بالنفع لإقليم كوردستان، والعراق ككل والمنطقة، وحتى التجارة العالمية، فعندما تقرر أن تؤتمت فمن الضروري تطبيق المعايير الدولية الجمركية، بالنسبة لإقليم كوردستان من المهم أن يكون منفذه مع تركيا مؤتمتاً لا يشوبه التلاعب والفساد ويطبق القانون إلخ..
رووداو: بصفتكم ممثل برنامج الأسيكودا-الأونكتاد مع وزارة تجارة إقليم كوردستان، والمديرية العامة لجمارك إقليم كوردستان، هل تباحثتم معاً حول هذا الموضوع؟
نزار العماري: مع وزارة التجارة كلا، لكن كان لدي لقاء مع ممثل حكومة إقليم كوردستان في بغداد، تلاه لقاءات على مستوى عال في إقليم كوردستان هذا منذ 2023 من بينهم المدير العام للجمارك في إقليم كوردستان، ووزير التعاون ولحد الآن لا زالت المشاورات مستمرة ونحن نأمل أن تسير في هذا السياق كإقليم وكحكومة.
رووداو: وفق إطلاعكم، هل حكومة إقليم كوردستان لديها النية بأن تصبح جزءاً من هذا النظام؟
نزار العماري: حدثت نقاشات وهي مستمرة، ولدينا قريباً إمكانية اجتماع مع وزارة المالية خلال الشهر الثامن الجاري أو التاسع المقبل، لم أتلمس رفضاً وتقاعساً أو عدم تعاون بهذا الخصوص، لكن دخلنا في مفاوضات مع العراق في بداية 2020 وتوصلنا إلى اتفاق في آوخر 2021 أي أن هذه النقاشات طويلة وتحتاج إلى الوقت.
رووداو: إحدى العقبات أمام عمل نظام الأسيكودا في العراق، هو الحاجة إلى إنترنت قوي جداً، خاصة شبكة 5G، في غالب الأحيان يعاني العراق من انقطاع الإنترنت، كيف يمكنكم معالجة هذه المسألة؟
نزار العماري: هذه المشكلة موجودة في كل العالم، فإن استطاع العراق أن يؤتمت طريبيل وعرعر، فحينها ليس لديه مشكلة في أتمتة أي مكان، وشيء آخر من مزايا أنظمة الأتمتة التابعة للحكومة الالكترونية التي تكون منتشرة في كل البلاد أنها تحسن من خدمة الانترنت والاتصالات.
رووداو: هل يمكننا القول إنه عقب انضمام العراق إلى نظام الأسيكودا عموماً، سيتم الحد من التهريب وآثاره وسيتراجع التهريب التجاري، وكذلك تهريب الدولار وبيعه الذي يعد مشكلة كبيرة، أم لا؟
نزار العماري: توجد نقطتين مهمتين الأولى هو أن نظام الأسيكودا مركزي أي مخدم واحد يشغل في المنطقة أو الإقليم، وهذا يحد من التدخل البشري، وثانياً في مشروعنا الذي نطبقه حالياً في العراق يعتمد على تحسين المراقبة الجمركية، وهذا عبر ديناميكية ذكية التي تستعمل الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر وأنظمة القيمة والاعفاءات وغيرها، ثالثاً كل شيء يتحول فمثلاً إذا استطعنا في مطار بغداد أن نرفع %400 من المداخيل هذا يعني أي أموال من جيوب فساد أو نفوس ضعيفة استنتقل إلى مداخيل الدولة نتيجة لتطبيق النظام.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً