رووداو ديجيتال
هددت نقابة الصيادلة مروجي أدوية التنحيف (تنزيل الوزن) على مواقع التواصل الاجتماعي باحالتهم الى القضاء وفقاً للقانون الذي يمنع ذلك، مشيرة الى ضبطها عدد من المخالفات من بعض الصيدليات بهذا الخصوص.
وقال نقيب الصيادلة مصطفى الهيتي لشبكة رووداو الاعلامية، بخصوص انتشار ظاهرة الترويج للأدوية المنحفة عبر الانترنت، أن "اي اعلان خارج المجلات الطبية والصيدلانية هو ممنوع من الناحية القانونية"، مؤكداً أنه "لا يجوز نشر أي معلومات طبية في أماكن غير المجلات العلمية والطبية، لأن هنالك هيئة متخصصة بهذا الجانب لا تنشر اي شيء غير مطابق للمواصفات الطبية".
وارتفعت في الاونة الاخيرة نسبة الوفيّات بين الشباب جرّاء تناول مواد التنحيف، وخصوصاً تلك التي تباع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، علماً أن بعض هذه المواد تُصنّع محلياً بعشوائية أو تستورد من دون فحصها عبر الدوائر المختصة.
تظليل الجمهور وتحقيق منفعة مادية
نقيب الصيادلة، دعا وزارة الداخلية الى مراقبة وسائل الاعلام المروجة لذلك، لافتاً الى أن "أي مؤسسة صيدلانية تعلن تلك الادوية بشكل مخالف للقانون، نحيلها الى انضباط النقابة وفق السياق".
مصطفى الهيتي، اعتبر هذه الاعمال "مظللة للجمهور وهدفها الكسب المادي وتحقيق المنفعة"، مشدداً على "عدم جواز الاعلان عن الدواء بهذه الطريقة، حيث لا يوجد دواء بهذا الصدد من دون اضرار جانبية، والتي ظهرت في الفترة الاخيرة احلناها الى لجان الضباط وطلبناهم للحضور الى التحقيق".
تقف عوامل عدة خلف مشكلة السمنة أبرزها ضعف الوعي الصحي والغذائي، وقلة الحركة خاصة بالنسبة للنساء، كما تنتج من السمنة مشاكل صحية كثيرة مثل أمراض تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والسكري.
تدفع الظاهرة المتنامية إلى انتعاش عيادات الجراحة وعمليات شفط الدهون، وتصغير المعدة، وبالون المعدة، وتشهد الصيدليات أيضا إقبالاً كبيراً على أدوية وعقاقير مختلفة، تحمل أسماء ووصفات وتركيبات مختلفة منها ما يعِد بإذابة الشحوم وأخرى تزعم أنها لإفقاد الشهية، إضافة إلى وسائل أخرى مثل أحزمة التنحيف وسترات التعرق الخاصة بالنساء.
وتسعى وزارة الصحة لتقنين انتشار هذه الظاهرة التي بلغت حدّ الهوس، بحثا عن حل للسمنة من خلال الجراحة أو العقاقير التي تهدف بالدرجة الأولى لتحقيق الربح، خصوصاً بعد تسجيل وفيات بين مواطنين بسبب عمليات فاشلة أو عقاقير تناولوها بكميات تسببت بمضاعفات أفضت إلى الموت.
معظم هذه الادوية والمنتجات تباع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أنشأت عشرات الصفحات التجارية، علماً أنها لا تضع أرقام هواتف أو عناوين واضحة، وتتعامل بالرسائل فقط مع الراغبين بالشراء.
توصيل الادوية الى البيوت ممنوع قانوناً
كما أكد نقيب الصيادلة في العراق مصطفى الهيتي ان "توصيل الادوية الى البيوت ممنوع قانوناً، على اعتبار ان الصيدلي حينما يصرف الدواء للمواطن، يقوم بافهامه على طريقة وآلية استخدام الدواء، لذا يقوم بسؤال المريض عن الادوية الاخرى التي قد يتعاطاها، والتي قد تتسبب بحصول تداخل دوائي"، واصفاً انتشار ظاهرة اعلان أدوية التنحيف عبر الانترنت بأنها "غير صحيحة، وندين هذا السلوك غير المهني والمخالف للقانون".
في وقتٍ سابق، أكد جهاز الأمن الوطني العراقي أنه اجتمع مع عدد من المسؤولين عن وزارات الصحة والتجارة والداخلية وهيئة المنافذ الحدودية ونقابة الصيادلة، لبحث ملف المواد السامة التي تباع على هيئة مواد منشطة وحبوب منحفة وأمور أخرى، وأعلن أنه استطاع السيطرة على 20 مليون علبة غير مرخصة كانت في طريقها إلى الأسواق.
ينصح أطباء التغذية عموماً، من أجل الحصول على قوام صحي ومثالي، بالحرص على اتباع نمط تغذية صحي، مثل شرب المياه بوفرة، والاستمرار بممارسة التمارين الرياضية، مع المشي المستمر، واتباع عادات صحية.
وبحسب متخصصين فإن من أبرز الأضرار الصحية الناتجة عن تناول حبوب التنحيف هي:
1-خلل في الهرمونات
يؤدي تناول حبوب التنحيف إلى الإخلال بالتوازن الطبيعي لمستوى إنتاج الجسم من الهرمونات، فبحسب وكالة الدواء والغذاء الأميركية "FDA" لا تعد مكونات تلك الحبوب اَمنة بشكل يجعلها متداولة في الأسواق الأمريكية بشكل شرعي .
2-الإصابة بأمراض القلب
حبوب وعقاقير التنحيف لا تتناسب على الإطلاق مع مرضى القلب وأصحاب ضغط الدم المرتفع لأنها قد تعرضهم إلى الوفاة كما يزيد تناول تلك الحبوب من احتمالية إصابة الشخص السليم باعتلالات القلب ومشاكل ضغط الدم المزمنة.
3-الإدمان
بسبب احتواء حبوب وعقاقير التنحيف على "الأمفيتامينات" وهي منشطات ذهنية تحتوي عليها مضادات الاكتئاب والقلق بالإضافة إلى الأدوية الطبية النفسية قد يؤدي تناول حبوب التنحيف إلى الإدمان .
4-مشاكل المعدة
بسبب تأثيرها على قدرة الجسم في امتصاص الغذاء من الطعام الذي يتم تناوله تؤثر حبوب التنحيف على قوة المعدة وتؤدي إلى تكون القرح في جدارها والإصابة بحالات الإمساك الشديدة والصداع والتقلبات المزاجية .
5-الفشل الكلوي وتضرر الكبد
من أخطر التأثيرات السلبية لعقاقير إنقاص الوزن هو تدمير الكليتين بسبب كمية السموم المتراكمة بداخل الجسم والتي قد تفشل الكلى في التعامل معها بسبب ضعف قوتهما وكفاءتهما في طرد السموم الناتجة عن عملية الهضم .وبجانب الكلى تعمل حبوب التنحيف أيضاً على إلحاق الضرر بالكبد الذي يعد أهم أعضاء الجسم لطرد السموم وتنظيم مستويات السكر في الدم.
6-عدم الفاعلية
تجمع معظم عقاقير التنحيف على وجود عنصر الكافيين الفعال لحرق الدهون ومدرات البول من أجل التخلص من المياه الزائدة في الجسم وهو الأمر الذي يسبب الجفاف ووضع أجهزة الجسم الداخلية في خطر كبير.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً