رووداو ديجيتال
من العاصمة الألمانية برلين، ومن خلال شبكة رووداو الإعالمية، حذر رئيس قمة الصحة العالمية من أن العالم رغم ما استقاه من عبر من وباء كورونا فإنه ليس مستعداً لمواجهة وباء عالمي جديد.
في حوار أجرته مراسلة رووداو، آلا شالي، قال رئيس قمة الصحة العالمية د. أكسل بريس: "لقد تعلمنا واستقينا الدروس (من كورونا)، فعلى سبيل المثال لدينا في برلين استعدادات لمواجهة وباء، والمساعدات الدولية أفضل، لكن الجميع يقولون إن ظهر الآن تهديد جديد مشابه، فإننا أسوأ حالاً بكثير من المرة الأولى ومما قبل كورونا".
بدأت قمة الصحة العالمية أعمالها يوم أمس الأحد (15 تشرين الأول 2023) في برلين بحضور 400 متحدث من 140 دولة، ويشارك في القمة أكثر من 60 ألف شخص عن طريق الإنترنت و4000 شخص بصورة مباشرة في الأيام الثلاثة للقمة.
وفي جانب آخر من حواره مع رووداو قال د. أكسل إن هدفهم الرئيس من القمة هو "المباشرة عملياً بمبادرة، وأن يعثر المشاركون على طريقة للتعامل معاً مع القضايا الهامة، من جهة مع الأمراض الوبائية مثل كوفيد، ومن جهة أخرى مع الأمراض غير المعدية مثل جلطة القلب والسمنة والسرطان والصحة النفسية وغيرها، ثم خلق أهداف جديدة، هذا هو الهدف الرئيس لهذه القمة".
عقدت القمة العالمية للصحة أول مرة في العام 2009 ونظمتها جامعة شاريته الألمانية، ومذذاك تعقد سنوياً في العاصمة الألمانية برلين.
وأدناه نص حوار شبكة رووداو الإعلامية مع رئيس قمة الصحة العالمية:
رووداو: السيد د. بريس، شكراً جزيلاً على هذا الحوار، أود أن تبين لي أهمية هذه القمة..
د. أكسل بريس: هذه القمة مهمة للغاية، لأنه من خلال هذا النوع من القمم يجتمع المشاركون من القطاعات المختلفة من جميع مناطق العالم، ويسلكون الأضواء على الأهدف المشتركة للصحة العالمية. وعلى الرغم من وجود الكثير من المشاكل والتوجهات العصبية في العالم بين الأديان والقوميات، لكن هذه قمة الصحة العالمية هذه تجمعناً معاً، نحو هدف مشترك وحياة أفضل في عالم أفضل.
رووداو: ما هو الهدف الرئيس لهذه القمة؟
د. أكسل بريس: المباشرة عملياً بمبادرة، وأن يعثر المشاركون على طريقة للتعامل معاً مع القضايا الهامة، من جهة مع الأمراض الوبائية مثل كوفيد، ومن جهة أخرى مع الأمراض غير المعدية مثل جلطة القلب والسمنة والسرطان والصحة النفسية وغيرها، ثم خلق أهداف جديدة، هذا هو الهدف الرئيس لهذه القمة.
رووداو: هل يمكن أن تخبرنا باختصار عن الموضوع الأهم لهذه الأيام الثلاثة للقمة الصحية ومن هم المتحدثون فيها؟
د. أكسل بريس: لدينا 300 متحدث أغلبهم نساء من 100 دولة، يناقشون العديد من المواضيع المتنوعة مثل موضوع المناخ والصحة الذي هو من المواضيع الأكثر أهمية، وكذلك منع انتشار الأوبئة والتحضير لهجمات فايروسية جديدة، لكن في نفس الوقت يجري الحديث عن الصحة النفسية وصحة الشباب وصحة المرأة. في الواقع، المواضيع كثيرة ولا يمكنني تحديد الأهم من بينها، لأننا في كثير من الندوات الحوارية نتحدث عن جميع المواضيع التي تتساوى في الأهمية.
رووداو: أنتم ترئسون هذه القمة للصحة العالمية، هل تعتقدون أن العالم الآن قادر على مواجهة مختلف الأوبئة؟
د. أكسل بريس: لقد تعلمنا واستقينا الدروس (من كورونا)، فعلى سبيل المثال لدينا في برلين استعدادات لمواجهة وباء، والمساعدات الدولية أفضل، لكن الجميع يقولون إن ظهر الآن تهديد جديد مشابه، فإننا أسوأ حالاً بكثير من المرة الأولى ومما قبل كورونا، فلدينا الآن الكثير من التوترات الدولية، والثقة بين بعض الدول في أدنى المستويات. وكما قال لوزير الصحة (الألماني) لاوترباخ "إذا لم نصل إلى اتفاق بشأن الأوبئة حتى العام المقبل، سنكون أقل استعداداً للوباء المقبل".
رووداو: العراق وإقليم كوردستان من البلاد التي تعاني من بعض الأوبئة، مثل كوليرا، كيف يمكن أن تساعدوا مثل هذه البلاد في المجال الصحي؟
د. أكسل بريس: علينا أن نواجه اللامساواة وغياب العدالة في جميع أنحاء العالم. لا شك أن هذه مشكلة تعاني منها البشرية منذ آلاف السنين، لكن الضغوط الخارجية والتغير المناخي والنظام الصحي العالمي يزيدون الأمر سوءاً باستمرار. ما يعني أننا إن لم نتعلم توزيع الموارد بصورة عادلة إلى حد ما ولم نعمل بالتعاون مع بعضنا البعض، فسنواجه مشاكل كبرى. اليوم سمعنا أموراً كثيرة من الشباب، الذين يمتلكون طاقات كبيرة لمواجهة هذه المشاكل ونعلق عليهم الآمال.
رووداو: هل تساعد منظمة الصحة العالمية الدول التي ليس القطاع الصحي فيها متقدماً، وما مدى أهمية مساعدة تلك الدول؟
د. أكسل بريس: لمنظمة الصحة العالمية الكثير من الآليات في هذا المجال، كما أن للأمم المتحدة آلياتها، ولكني أعتقد أن الدول ذات الاقتصاد الجيد كما جرت الإشارة هنا، لا تساعد منظمة الصحة العالمية مالياً لتقدم مساعدات أفضل، فمنظمة الصحة العالمية ليست قادرة على أن تكون أفضل وأقوى مما هي عليه في حال حدوث الأزمات.
رووداو: عندما تسمعون سيادتكم عن التغير المناخي، ما الذي يقلقكم؟
د. أكسل بريس: القلق الأكبر هو من عدم تعامل البشرية مع الأمور في حينها، بل تنتظر حتى يتفاقم الوضع. لقد أعلنا عن درجة ونصف الدرجة. ولا نحققها وفي كثير من الدول هناك ميل للتغطية على هذه القضية ويقولون لن نتحدث عنها، فلا نستطيع أن نفعل شيئاً على أي حال. لكني أقول إن علينا أن نقترب منه بتفاؤل وبطاقة كبيرة وإلا فسيعاني الجميع.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً