السومريات يحيين حفلاً موسيقياً في الموصل بقيادة المايسترو علاء مجيد الذي قال لرووداو: نبعث رسالة تمدن للعالم

16-10-2024
معد فياض
الكلمات الدالة العراق نينوى الموصل
A+ A-

رووداو ديجيتال

فوق رؤوسهن تيجان شبعاد ملكة أور الذهبية، ملابسهن نُسجت من سيقان القمح وخيوط الذهب، وابتساماتهن التي تمتزج مع بريق عيونهن عنوان جمالهن وإصرارهن على الإبداع، خرجن من زقورة أور حاملات الدفوف والقيثارات السومرية والسنطور والجوزة والإيقاعات والنايات المصنوعة من قصب البردي إلى بغداد حتى بلغن نينوى مختصرات تاريخاً يحكي إبداع حضارة ما بين النهرين ليطلقن أغاني روحية على إيقاعات وموسيقى الجنوب المختلطة مع أناشيد بابل والمقامات البغدادية.
 
فرقة "السومريات"، أينما يغنين تشع شموس الفرح وكأنها طقوس مقدسة..
 
وغداً، الخميس، تحيي حفلاً كبيراً على مسرح جامعة الموصل بقيادة المايسترو علاء مجيد. الحفل برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكّاك البدراني بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد لجامعة الموصل، حسب إيضاح محمد آل زكريا، مدير إعلام وزارة الثقافة العراقية.
 
السومريات تنتظم أغانيهن وإيقاع آلاتهن الموسيقية العراقية التراثية وفق نسيج ألحان السومري علاء مجيد الذي ينقلنا في كل مناسبة إبداعية لفرقته إلى سومر وبابل وآشور، مرتقياً بنا ملوية سامراء لنشهد روعة الحضارة العباسية وينقلنا إلى نينوى الحضارة وأصالة المنجز الإبداعي.
 
المايسترو علاء مجيد أسس خمسة فرق موسيقية غنائية داخل العراق وخارجه. واليوم يعمل على تأسيس الفرقة السادسة، أوركسترا شرقية ضخمة. فهو لا يتعب ولا يكل من مواصلة الليل بالنهار للتخطيط والتنفيذ لخلق فرقة موسيقية غنائية ومن الوقوف لساعات لقيادة هذه الفرقة وتدريبها، فالموسيقى هي شغفه الأكبر في الحياة، ولهذا يمنحها كل جهده ووقته، متمنياً أن تقوم في العراق مهرجانات فنية ضخمة عالمية وعربية ووطنية تعيد للبلد الذي اخترعت وصنعت على أرضه أولى الآلات الموسيقية في التاريخ، القيثارة السومرية والسنطور والجوزة والإيقاعات والآلات الهوائية.
 
عن حفلتهم يوم غد الخميس على مسرح جامعة الموصل، قال المايسترو علاء مجيد، مؤسس وقائد فرقة السومريات الموسيقية الغنائية، لشبكة رووداو اليوم الأربعاء 17 تشرين الأول 2024: "نقيم هذا الحفل برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكّاك البدراني، لتدشن جامعة الموصل عامها الدراسي بمستهل حضاري، الموسيقى والغناء الراقي، وهذه بادرة مدنية متطورة تتناسب مع مهام وزارة الثقافة من جهة ومع اسم نينوى، الموصل، من جهة ثانية، وفرقة سومريات الرائعة من جهة ثالثة".
 
قبل ما يقرب من 14 سنة انطلقت من السويد أصوات نسائية صدحت بأغاني عراقية تراثية بتوزيع موسيقي معاصر وضعه المايسترو علاء مجيد الذي أسس هناك (فرقة طيور دجلة). يقول: "بداية، أنا أسست فرقة بابل الموسيقية عام 1996، والتي قدمت حفلاتها على مسرح مهرجان بابل الدولي الثقافي، هذا قبل مغادرتي العراق، وفي السويد أسست وقدت منذ عام 2007، متطوعاً وبدون مقابل، فرقة طيور دجلة النسائية على مدى 13 سنة، وفي لندن أسست فرقة التراث العربي، في أكاديمية الموسيقى العربية هناك، وعندما عدت للعراق أسست 3 فرق موسيقية غنائية، هي: الفرقة الوطنية للتراث الموسيقي العراقي، وهذا الاسم يشمل الموسيقى والغناء التراثي، ووطنية لأنها عراقية وتمثل البلد".
 

المايسترو علاء مجيد

مضيفاً: "فرقة سومريات، تأسست عام 2022، وتجمع أكثر من 50 عازفة ومطربة عراقية، أصغرهن عمرها 12 عاماً، وهن أكاديميات، غالبيتهن محترفات ومبدعات، والفكرة أنهن يعزفن على مختلف الآلات الموسيقية ويغنين في آن واحد، يؤدين مختلف الأغاني وليست التراثية فقط، عربية وكوردية ومختلف الأغاني، كونهن من خريجات أو طالبات المعاهد الموسيقية في العراق، مثل مدرسة الموسيقى والباليه، وكلية الفنون الجميلة، ومعهد الدراسات الموسيقية. وبينهن حاملات شهادات عليا في الموسيقى، وخريجات كليات الآداب واللغات، أو طالبات على مقاعد كلية طب الأسنان في بغداد". هؤلاء الشابات، هنّ كما يصفهن المايسترو ورئيس الفرقة علاء مجيد "حفيدات النساء العراقيات العظيمات وسليلات الملكة شبعاد"، حيث يمثلن اليوم وجه العراق "المتحرر والمتحضر والمتمدن، المنفتح على العالم، فهذه الفرقة تحمل رسالة تمدن، في العالم العربي لا توجد مثلها، يمكن هناك في مصر أو المغرب أو تونس فرق موسيقية أو غنائية نسائية، وفرقة بنات السليمانية بقيادة الأستاذ أنور قرة داغي تتكون من قسمين، قسم يعزفن آلات موسيقية كوردية وغير كوردية وقسم يغنين، لكن تجربة فرقة (سومريات) مختلفة، كل العضوات يعزفن ويغنين، والآن نؤسس فرقة موسيقية شرقية تتكون من 70 عازف (أوركسترا) شرقية لأن العراق يفتقد لمثل هذه الفرق التي ترافق المطربين العراقيين والعرب في المهرجانات الموسيقية الكبيرة".
 

معد فياض وعلاء مجيد

وحول إمكانية جمع كل هذه الجهود في فرقة موسيقية واحدة، قال: "لا يمكن جمع كل هذه الفرق في فرقة واحدة لأن لكل فرقة هويتها ووظيفتها الموسيقية. الفرقة الوطنية للتراث تقدم التراث الموسيقي والغنائي العراقي بمختلف مناطقه، وسط وجنوب وغرب العراق وكذلك الكوردية والتركمانية، ووظيفتها إعادة التراث بصيغة معاصرة وأصوات متميزة وبتوزيع موسيقي حديث لتستمر هذه الأغاني وليسمعها أجيال من الشباب والكبار. أما فرقة سومريات فهي، كما ذكرت آنفاً، رسالة تمدن، والفرقة الموسيقية الكبيرة، الأوركسترا الشرقية، فهي لأننا نفكر في إعادة المهرجانات الموسيقية الكبرى في العراق، يوم كانت بغداد مزاراً لكل الفنانين العرب، حين كانوا يتمنون الغناء على مسارحها حتى يشتهروا، حدث ذلك خلال السبعينيات والثمانينيات وقبل ذلك بكثير"، موضحاً: "أنا الآن أعمل لإعادة هذه المهرجانات ومجد الموسيقى والغناء في العراق.. نعم أتعب لكني أجد من واجبي المهني والإبداعي والأخلاقي إيصال رسالة ومفاهيم وما نعرفه عن الموسيقى والغناء إلى غيرنا من الأجيال".
 
علاء مجيد لا يقبل إلا بلقب المايسترو، قائد الفرق الموسيقية، ولا يهتم بلقب منصب إداري مهما كان لأنه يشغله عن شغفه الحياتي، الموسيقى. يوضح: "أنا أقضي جل وقتي في البروفات وصياغة الألحان وتدوين النوطات، وليست الأوامر الإدارية والجلوس وراء المكتب لأنني باختصار موسيقي، مايسترو، مكاني بين الموسيقيين وتدريبهم وقيادتهم".

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب