رووداو ديجيتال
أكد المدير العام لشركة "قمر إنرجي" النفطية، روبن مايلز، استعداد الجانب التركي للبدء فوراً في تشغيل خط أنابيب النفط، لكنه أوضح أن "الأمر قد يستغرق بضعة أسابيع حتى لو كانت جميع الأطراف جاهزة، وذلك بسبب الحاجة إلى الاتفاق على المنهجية النهائية لتشغيل الخط وتحويل الأموال".
وقال في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية، على عامش منتدى اربيل السنوي الثالث، أجراها هورفان رفعت، اليوم الخميس (27 شباط 2025)، أن المفاوضات بين بغداد وأربيل حول تقاسم عائدات النفط حققت تقدماً كبيراً خلال العامين الماضيين، مشيراً إلى أن "القرارات القضائية في بغداد بشأن العقود مع شركات النفط الدولية أكدت أنها ليست غير قانونية"، مما ساهم في توضيح العديد من القضايا العالقة.
حول استعادة ثقة المستثمرين في قطاع الطاقة في كوردستان، شدد مايلز على أن "الشركات الرئيسية العاملة في الإقليم ملتزمة بالبقاء"، لكنها تحتاج إلى ضمانات بشأن استلام المدفوعات بانتظام عند استئناف الصادرات، بالإضافة إلى تسوية الديون المتراكمة خلال فترة التوقف.
أدناه نص المقابلة:
روبن مايلز: حسناً، أعتقد أن الجانب التركي مستعد للبدء على الفور تقريباً، لكن لا يزال علينا رؤية المنهجية النهائية لتشغيل خط الأنابيب، وتحويل الأموال، وما إلى ذلك. لذلك، أعتقد أن الأمر قد يستغرق بضعة أسابيع حتى لو كانت جميع الأطراف مستعدة للبدء من جديد.
رووداو: لقد استمرت الخلافات بين أربيل وبغداد حول تقاسم عائدات النفط لسنوات عديدة. هل ترى أي حل واقعي يمكن أن يرضي كلا الطرفين في العراق وإقليم كوردستان؟
روبن مايلز: نعم، أعتقد أن هناك الكثير من التقدم الذي أُحرز خلال العامين الماضيين من المفاوضات، كما أن الحكم المتعلق بخط الأنابيب ساهم في توضيح بعض القضايا. بالإضافة إلى ذلك، فإن القرارات القضائية في بغداد بشأن العقود مع شركات النفط الدولية أكدت أنها ليست غير قانونية. هذه كلها نقاط تقدم مهمة. كما أن الاتفاق على المبالغ التي يجب دفعها لسداد تكاليف الشركات كان خطوة كبيرة نحو تخصيص تلك الأموال. لذا، يبدو أننا أحرزنا تقدماً كبيراً. بالطبع، ستكون الأمور أكثر تعقيداً عند التطبيق العملي، لكن المبادئ أصبحت أوضح مما كانت عليه قبل عامين.
رووداو: بعض الشركات التي تعمل في كوردستان انسحبت في الماضي أو واجهت صعوبات مالية. ما الذي يجب فعله لاستعادة ثقة المستثمرين بعد استئناف هذه العملية؟
روبن مايلز: أعتقد أن الشركات الرئيسية العاملة اليوم ملتزمة بكوردستان بشكل جيد، ومن غير المرجح أن تغادر. ما تحتاجه هذه الشركات هو رؤية مدفوعات منتظمة لصادراتها النفطية. في الوقت الحالي، تقوم هذه الشركات ببيع النفط في السوق المحلية، لكنها لا تحصل على أسعار مرتفعة، إلا أنها تتلقى المدفوعات في الوقت المحدد. لذلك، عندما تستأنف الصادرات، ستحتاج الشركات إلى ضمان الحصول على مدفوعاتها بسرعة، وكذلك دفع بعض الديون المتراكمة خلال الفترة التي لم تحصل فيها على مستحقاتها. إذا تحقق ذلك، فسيكون لدى الشركات اهتمام أكبر بالاستثمار، خاصة إذا وُجدت آلية واضحة لتطوير الموارد الأخرى، خصوصًا موارد الغاز التي لم يتم تطويرها حتى الآن.
رووداو: ما رأيك في دور الشركات الدولية في استقرار قطاع النفط في كوردستان؟
روبن مايلز: بالطبع، تلعب الشركات الدولية دوراً بالغ الأهمية، وقد واجهت تحديات كبيرة خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها نجحت إلى حد كبير في الحفاظ على استمرارية الإنتاج حتى عندما كان خط الأنابيب مغلقاً. لدى هذه الشركات مشاريع يمكنها تنفيذها لزيادة الإنتاج أو على الأقل الحفاظ على مستواه الحالي، بشرط أن تضمن تلقي المدفوعات بشكل منتظم.
رووداو: هل ترى أي إمكانية لتحول العراق أو كوردستان نحو الطاقة المتجددة مع الحفاظ على قطاع نفطي قوي؟
روبن مايلز: هناك إمكانيات هائلة في إقليم كوردستان والعراق بشكل عام للطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، والتي يمكن أن تساعد بشكل كبير في تحسين إمدادات الكهرباء في المنطقة. أسعار الطاقة الشمسية انخفضت بشكل كبير، مما يجعلها أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية مقارنة بالمولدات التي تعمل بالديزل، بالإضافة إلى كونها أكثر نظافة. لذا، فإن الاستثمار في هذا القطاع سيكون رئيسياً خلال السنوات القادمة.
رووداو: سؤالي الأخير، في ظل التحديات السياسية والأمنية، ما نصيحتك لحكومتي العراق وكوردستان لضمان قطاع طاقة مستقر ومربح؟
روبن مايلز: أعتقد أن توفير بيئة استثمارية جيدة هو العامل الأساسي. التحديات الأمنية لم تعد تشكل مشكلة كبيرة الآن، بل يكمن التحدي في ضمان جذب الشركات ومنحها تعويضًا عادلًا عن أعمالها. يجب التركيز على تطوير الموارد، سواء في قطاع الغاز، خاصة في إقليم كوردستان، أو في مجال الطاقة الشمسية، مع ضمان استدامة إنتاج النفط في المنطقة. الشركات على استعداد للاستثمار إذا كانت الظروف مناسبة ومشجعة.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً