زراعة ديالى لرووداو: خطتنا الشتوية شملت 158 ألف دونم قابلة للزيادة

26-10-2023
عبد الله سلام
الكلمات الدالة ديالى
A+ A-
 
رووداو ديجيتال

بعد أن تقلصت المساحات المزروعة فيها بشكل كبير، نتيجة انحسار منسوب الانهر، وجفاف روافد بأكملها، بفعل تقليص الايرادات القادمة من إيران وتركيا، بالإضافة لقلة الأمطار؛ تستعد محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد، للخطة الزراعية الشتوية بـ 158 ألف دونم.
 
ديالى المعروفة بسلة العراق الغذائية، والتي تعيش وضعاً مأساوياً، حوّل مساحاتها الخضراء التي كانت تفرش معظم أراضيها الخصبة، إلى جرداء صحراوية، بسبب جفاف نهر ديالى الذي ينبع من إيران، وروافده، حددت خطتها الشتوية بواقع 158 ألف دونم، حسبما كشفته مديرية الزراعة بالمحافظة لشبكة رووداو الإعلامية، اليوم الخميس (26 تشرين الأول 2023).
 
الخطة الشتوية المقترحة للعام 2023-2024، وفق ما قاله مسؤول إعلام زراعة ديالى، محمد المندلاوي؛ شملت أكثر من 73 ألف دونم تروى بطريقة السيح، و56 ألف دونم للحنطة تروى بالآبار، مقابل أكثر من 92 ألف دونم تعتمد على الأمطار الزراعة الديمية، فيما خصصت أكثر من ألفي دونم من الشعير للزراعة الديمية.
 
فيما خلت الخطة من مساحات للخضروات الشتوية، سواء أكانت مغطاة أو مكشوفة، بحسب المندلاوي، الذي أكد أن "الخطة قابلة للزيادة بناء على تحسن الوضع المائي"، لافتا إلى أن |الخطة الشتوية للعام الحالي أقل من خطة العام الماضي، التي كانت بواقع أكثر من 173 ألف دونم"، أي بفارق نحو 15 ألف دونم.
 
تسببت أزمات الجفاف وشح المياه، بخفض خطط ديالى للزراعة الشتوية إلى النصف، أو الأقل خلال الأعوام الثلاث الماضية، فيما اضطرت إلى إلغاء الخطط الصيفية بشكل تام، وذلك بينما يشهد العراق نقصاً حاداً في المياه، أدى إلى جفاف بحيرات ومستنقعات مائية، بما فيها بحيرة حمرين التي تشكل واحدة من أهم مخزونات ديالى المائية.
 
وبينما كان السبب في الجفاف وقلة مناسيب المياه بمحافظة ديالى، تحويل معظم الروافد الإيرانية إلى داخل إيران، حيث تعتمد ديالى بشكل أساسي على مياه تلك الروافد، مما أدى سابقاً إلى حرمان المحافظة من الخطة الزراعية، إلا أنها خطتها لهذا العام بلغت 220287، كما أكد المندلاوي.
 
تشكل الخطة الزراعة الشتوية، العمود الفقري لجميع فلاحي ديالى دون استثناء، بسبب محصول الحنطة الذي يعتمد عليه 70% من الفلاحين في تأمين قوتهم السنوي، وتسديد التكاليف وخلق ديمومة للعمل، وفق حديث سابق لرئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد مغامس.
 
ما يمكن الإشارة له وسط هذا المشهد، أن انخفاض معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات، عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، تسبب بانخفاض مليار لتر مكعب من المياه، وخروج آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، حسب احصاءات رسمية.
 
فمساحة الأراضي المتصحرة في العراق، بلغت ما يقارب 27 مليون دونم أي ما يعادل 15 بالمائة تقريباً من مساحة البلد، وفقاً لإحصائية أوردتها وزارة الزراعة العام الماضي.
 
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما أعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
 
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
 
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب