رووداو ديجيتال
افادت وزارة الكهرباء العراقية بفقدان نحو 5880 ميغاواط من الطاقة الكهربائية، بسبب توقف الغاز الايراني المورد عن المنطقة الجنوبية بشكل كامل اضافة الى تقليل الغاز الايراني المورد عن المنطقة الوسطى.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء العراقية احمد موسى العبادي لشبكة رووداو الاعلامية ان "الغاز الايراني المورد توقف عن امداد المنطقة الجنوبية بواقع 10 ملايين متر مكعب، كما تم تخفيضه عن المنطقة الوسطى من 25 مليوناً الى 15 مليون متر مكعب، مما يعني خسارة 10 ملايين متر مكعب عن المنطقة الوسطى".
وأوضح أحمد موسى العبادي انه "تم اطفاء الخطوط الايرانية بداعي الصيانة، حسب الجانب الايراني"، مشيراً الى ان "منظومة الكهرباء فقدت قرابة 5880 ميغاواط، ما أثر بشكل نوعي على ساعات تجهيز الكهرباء".
يمثل ملف الطاقة الكهربائية إحدى أبرز المشكلات الخدمية التي يعاني منها العراقيون منذ عام 2003، رغم إنفاق الحكومات المتعاقبة أكثر من 40 مليار دولار على القطاع في السنوات الماضية، بينما تشهد البلاد انقطاعات طويلة في التيار لاسيما خلال فصلي الصيف والشتاء، لذا يعتمد العراقيون بشكل كبير على شراء كميات محدودة من الطاقة الكهربائية من أصحاب المولدات الأهلية المنتشرة في المناطق السكنية في البلاد.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى وجود 4.5 مليون مولد كهرباء كبير الحجم في العراق تعمل بالديزل.
في عام 2021، قال رئيس الوزراء وقتها مصطفى الكاظمي، إن العراق أنفق نحو 81 مليار دولار على قطاع الكهرباء، "لكن الفساد كان عقبة قوية أمام توفير الطاقة للناس بشكل مستقر، وهو إنفاق غير معقول دون أن يصل إلى حل المشكلة من جذورها".
يشير تقرير لوكالة الطاقة الدولية، إلى أن قدرة العراق الإنتاجية من الطاقة الكهربائية تبلغ حوالي 32 ألف ميغاواط، ولكنه غير قادر على توليد سوى نصفها بسبب شبكة النقل غير الفعالة التي يمتلكها، كما تشير التقديرات إلى أن العراق يحتاج إلى 40 ألف ميغاواط من الطاقة لتأمين احتياجاته، عدا الصناعية منها.
في عام 2012، تنبأ نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة آنذاك، حسين الشهرستاني، بأن العراق سيصل إلى مرحلة الاكتفاء الكامل من الكهرباء، بل أنه قد يصدرها إلى الدول المجاورة، لكن وبعد 11 عاماً من هذا التصريح، لازال العراقيون يعانون من مشكلة نقص ساعات تزويد الطاقة الكهربائية.
يشار الى ان العراق يسعى عبر عدة مشاريع عملاقة بمليارات الدولارات إلى معالجة الغاز المحروق المصاحب لعملية انتاج النفط، مما سيوفر كميات كبيرة من الغاز للاستخدام المحلي بدلاً من استيراده، بالإضافة إلى حماية بيئة العراق من مضاره.
منذ بدء إنتاج النفط في العالم، بدأت معه ممارسة حرق الغاز الصادر أثناء استخراج النفط الخام، حيث تحرق الشركات النفطية الغاز لأن ذلك أقل تكلفة من معالجته وبيعه، إلا أن هذا الغاز المحترق يعد مصدراً كبيراً لتلوث الهواء وانبعاثات الغازات الدفيئة.
في بلد يستورد كميات كبيرة من الغاز من الجارة إيران، قد تسهم معالجة الغاز بمساعدة العراق على وضع حدّ لمشكلة الطاقة المزمنة، ويمكن للكميات المهدورة، في حال معالجتها، أن توفّر الكهرباء لأكثر من ثلاثة ملايين منزل في العراق.
وانضم العراق في العام 2017 إلى مبادرة عالمية أطلقها البنك الدولي تقضي بوقف حرق الغاز بحلول العام 2030.
تعدّ محافظة البصرة نقطة ثقل إنتاج النفط في العراق، وتطلق أكبر خمسة حقول للنفط فيها نسبة 65% من الغاز المحروق، وفق البنك الدولي.
وأبرم العراق عقداً مع شركة "توتال إينرجيز" يتضمن مشاريع متكاملة، بين الغاز والطاقة الشمسية والكهرباء والنفط، وتبلغ قيمة العقد عشرة مليارات دولار، وأبرز بنوده معالجة الغاز المصاحب.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً