رووداو ديجيتال
بينما تعاني محافظة ديالى من أزمات مختلفة أبرزها في القطاع الصحي، حسبما أكده رئيس مجلس النواب العراقي، محمد الحلبوسي، خلال زيارته للمحافظة في وقت سابق؛ أكدت حكومة ديالى المحلية، أن العمل جار في إنجاز مشاريع كثيرة على مستوى مختلف المناطق، وفي الوقت الذي تضع المحافظة خطة لتنفيذ مشاريع بمختلف القطاعات بالموازنات القادمة، فقد تم إنجاز 230 مدرسة.
والمدارس التي تم إنشاؤها، تشمل السنوات السابقة، كما قال المتحدث باسم محافظة ديالى ياسر بدر، لشبكة رووداو الإعلامية، مضيفاً أن "هناك الكثير من المشاريع على مستوى القطاع التربوي، والخدمي، والمياه، تعمل المحافظة على إنجازها في مختلف مناطق المحافظة".
هذه المدارس التي أنشئت وسلمت لمديرية التربية في المحافظة، بواقع 230 مدرسة، كان قد جرى العمل عليها على مراحل متعددة خلال السنوات السابقة، حيث انجز العمل فيها بعد أن توقف ضمن توقف المشاريع بعموم البلاد بسبب حالة التقشف بالمرحلة السابقة، وفق بدر.
بجانب ذلك، تعمل محافظة ديالى، حسبما أشار له المتحدث باسم المحافظة، على إنشاء عدد من المشاريع الصحية، ومن بين هذه المشاريع هناك مركزين قيد الإنشاء لأمراض القلب والسرطان في مركز المحافظة بعقوبة.
في حين يستمر العمل بمراحل متقدمة في إنشاء مستشفى بسعة 50 سريراً في قضاء مندلي الواقع على الشريط الحدودي مع إيران، بالإضافة إلى مستشفى أيضاً قيد الإنشاء بذات المواصفات في ناحية السعدية التابعة لقضاء خانقين (شمالا)، وفقاً لبدر.
بدر لفت، إلى أن "المشاريع الصحية لا تقف عند هذا الحد، حيث تضع المحافظة خطة لإنشاء مستشفيات بسعة 50 سريراً في كل قضاء ضمن الموازنة القادمة، التي ستتضمن كذلك خطة لبناء مدارس جديدة حسب حاجة المناطق".
في السياق، أكد المتحدث باسم محافظة ديالى، أن هناك عملاً مستمراً في مشاريع كثيرة في قطاع الخدمات، التي تشمل تبليط وإكساء الطرقات، وتشمل هذه المشاريع العديد من المناطق، حيث وصلت نسب الإنجاز في معظمها إلى أكثر من 95%.
حول تلك المشاريع أوضح بدر، أنها في مدن المقدادية، السعدية، بلدروز، والعظيم، وقد "وصلت نسب الإنجاز فيها إلى مراحل متقدمة جداً".
كذلك أشار إلى "وضع خطة ضمن الموازنة القادمة لقرى أطراف ناحية سد العظيم التابعة لقضاء الخالص، والتي كانت ضمن دائرة المناطق الساخنة، بعد أن عاد أهلها إليها، حيث ستشمل تنفيذ مشاريع تبديل وبنى تحتية وشبكات كهرباء".
بعض من هذه المشاريع المخصصة بالاساس هي لقرى أطراف ناحية سد العظيم شمال شرقي ديالى، قد "بدأ العمل فيها، مثل خط شطر مغذيات ومد شبكات كهرباء"، وفق بدر، الذي لفت إلى أنه علاوة على كل ذلك "هناك خطط على مستوى مشاريع المياه، فضلا عن مشاريع مائية قيد الإنجاز".
وسط ذلك، كان عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى صلاح زيني، سبق وأعلن منتصف الشهر الجاري، رصد 9 حالات سلبية في اليات تنفيذ مشاريع بعضها يشكل غرابة على مستوى العراق.
أيضا، سبق ووصف زيني، مشاريع إكساء الطرق في المحافظة، بأنها "كرتونية وبعيدة عن أدنى المواصفات الفنية"، داعيا الحكومة ولجان الرقابة والنزاهة إلى التدخل".
إذ أن أكثر "من 80% من مشاريع إكساء الطرق المنجزة حديثاً، تلاشت واختفت وأصبحت حفراً وركاماً لغياب أدنى المواصفات الفنية وانعدام دور الجهات الرقابية، إلى جانب هيمنة جهات سياسية متنفذة على تلك المشاريع تحت عناوين بعيدة عن مصلحة أبناء ديالى، على حد قول زيني.
تعاني ديالى، بحسب شهادات مواطنين، إهمالاً كبيراً على مستوى الخدمات والأمن بدأ منذ 2003، ثم استمر هذا الإهمال بشكل قاس خصوصا بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من المحافظة.
الحالة التي تعيشها ديالى، عبّر عنها الحلبوسي خلال زيارته لها في 20 أيلول الماضي، بالقول إن "ديالى تحتاج إلى اهتمام مركزي واضح، وتحتاج إلى تخصيصات، ورغم أنه كان هناك دور للحكومة والبرلمان عبر تخصيصات الموازنة، لكن هذا الأمر غير كاف، بسبب حجم الضرر في المحافظة".
رئيس مجلس النواب، عبّر آنذاك عن عدم ارتياحه للوضع الصحي في ديالى، قائلا انه "لا يمكن أن تعمل المحافظة بمستشفيات عمرها يمتد إلى سبعينات القرن الماضي، ودون تطوير"، مبينا أن "هذا يتطلب رؤية نيابية وحكومية واضحة لتوفير التخصيصات اللازمة لتطوير القطاع الصحي".
من أبرز ملامح سوء الوضع الصحي، تلكؤ إنجاز مشروع (المستشفى الأسترالي)، الذي بدأ العمل فيه منذ عام 2009، لكنه لم ينجز حتى الآن، رغم أهميته مهماً للمحافظة لكونه يضم 400 سرير مع مراكز طبية متطورة، وتعزو تقارير عدم إنجازه إلى أسباب كثيرة منها فساد وعدم جدية الشركة المنفذة.
ما يزيد المشهد تعقيداً، ويعطل من دفع عجلة الإصلاح، أنه من حين إلى آخر، لاتزال ديالى تشهد خروقات أمنية تفاقم من أزماتها، التي سرعان ما تأخذ بعد طائفياً وسياسياً، وهو ما يبدو واضحاً أن هذا هو الهدف المراد تحقيقه من تلك الهجمات التي تستهدف مناطق مختلطة، بهدف خلط الأوراق وإعادة المحافظة لحالة عدم الاستقرار، وفق مراقبين.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً