هل سيتقلص حجم التبادل الاقتصادي بين إيران والعراق في ظل تكرار غلق ميناء أم قصر؟

23-11-2019
ميناء أم قصر
ميناء أم قصر
A+ A-

رووداو- أربيل

يشهد ميناء أم قصر غلقاً وفتحاً متكرراً هذه الأيام أثر قيام محتجين من التظاهر أمام بوابته الرئيسة، للتأثير على سير عملية الصادرات الإيرانية إلى العراق والتي تمثل 70% من حجم التبادل الاقتصادي بين العراق وإيران عبر هذا الميناء.

وكتب موفد شبكة رووداو الإعلامية هونر أحمد الذي زار محافظة البصرة فترة احتجاجات ورصد مايلي:

يعد ميناء أم قصر رئة العراق الاقتصادية، الذي يبعد عن مركز محافظة البصرة 73 كيلومتراً، وهو أكبر ميناء عراقي، إذ يتم من خلاله توفير 80% من الاحتياجات المحلية.

تتركز أنظار الإعلام العراقي والعالمي على تظاهرات ساحة التحرير، لكن الحكومة العراقية تركز أنظارها على تظاهرات البصرة، لأن المتظاهرين شكلوا تهديداً لميناء أم قصر الذي أغلق لأيام، فهو المكان الذي يتم فيه يومياً استيراد آلاف الأطنان من السلع والبضائع والمواد الغذائية، ويتم في المقابل تصدير ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف برميل نفط منه.
 
وتأثرت الحركة التجارية إثر غلقه المتكرر إذ شهدت تراجعاً مقارنة بما قبل بدء التظاهرات، وتقول بيانات الحكومة العراقية إن" خسائر إغلاق الميناء يوماً واحداً تبلغ ملياراً واحداً".

ويبلغ حجم التبادل الاقتصادي بين العراق وإيران، والذي يتم 70% منه عبر هذا الميناء، خلال الفترة بين العامين 2016 و2018 نحو 12 مليار دولار، وقبل التظاهرات، اقترب حجم التبادل بين إيران والعراق من 13 أو 14 مليار دولار.

المتابع للشأن الاقتصادي  يرى أن إيران كانت تخطط لزيادة هذا الحجم إلى 20 مليار دولار في الفترة بين العامين 2020 و2023.

وحسب إحصائية لوزارة التخطيط العراقية، يدخل 900 ألف طن من الغذاء سنوياً من إيران إلى العراق.
 
لكن باتت التظاهرات تهدد حالياً التجار والشاحنات الإيرانية، ويتراجع حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين بشكل يومي، لهذا فإن إغلاق ميناء أم قصر بين الحين والآخر من قبل المتظاهرين، يعد بمثابة ضربة قاتلة للاقتصاد الإيراني.

إذ تبيع إيران سنوياً 25 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي و400 ميغاواط من الكهرباء للعراق، وتشير بيانات الحكومة العراقية إلى أن 72% من السلع والأغذية التي تصدرها إيران تباع في أسواق العراق.

وقال متظاهر شاب إن" هذا النفط يصرف في النهار ويباع في الليل على بواخر خاصة لا أحد يتكلم معها ومن ثم يهرب، وأموالها تذهب الى باقي الدول "الله أعلم" أكثرها يذهب لإيران لانتعاشها". 
وأضاف أنه" إذا تكلمنا يرسلون لنا أناس ترتدي الزي الأسود وتقمعنا بكل الوسائل المحرمة دوليا، الإطلاق الحي والغاز المسيل للدموع، الأحزاب مسيطرة على مفاصل الدولة وكل الشباب توافقني الراي". 

وما يزيد الأزمة أكثر بداية حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تدعو لمقاطعة البضائع الإيرانية، فقد حل السجاد التركي حالياً محل الإيراني في البصرة، وحلت الأجهزة والمواد الصينية الصنع محل تلك الإيرانية، ليس هذا فقط، بل حتى الخضار والفاكهة الإيرانية تجري مقاطعتها في الأسواق.

و يصر الشعب على مواصلة التظاهرات، بالرغم من عدم تنفيذ الحكومة مطالب المتظاهرين بصورة رسمية، وفي حال عدم الاستجابة لها، يهدد المحتجون بالسيطرة على حقول البصرة النفطية، مايعني  تهديداً مباشراً لاقتصاد العراق وإيران في البصرة من قبل المتظاهرين.

الجوع والفقر في المدينة النفطية العراقية جعلا الناس أشد غضباً من أهالي أي مكان آخر، لهذا وحيثما انطلقت احتجاجات وتظاهرات تكون البصرة في مقدمة المساندين لها.


ويحكي رجل مسن معاناته قائلا: "
عندي "بسطية" اعمل بها واردها 5 الالاف دينار عراقي أعيل بها عائلتي، أجلب أشتري بها الطماطة والبطاطا،  وزوجتي مريضة طريحة الفراش من 3 أشهر، وحق القران لا أمتلك نقودا اذهب بها الى الطبيب".
مضيفاً" أنا حاليا أقاوم الوضع لكن الله إذا اخذ أمانته اطفالي يبقون في الشارع، نحن 9 أشخاص نعيش هنا والله العظيم، وكلهن بنات وأمهن مريضة وأنا هذا حالي، المشي صعب عليّ".

ويقول الرجل المسن أيضا إن" أم قصر عندنا وعندنا مصادر غيرها، كل شيء عندنا، لكن نحن لم نستفد منها شيئا، "لخالتي وبنت خالتي" كما يقول المثل، أتو فقط للسلب والنهب والسرقة".

وهذا الشعب يضع يده على خده وينتظر، تخدير لمدة 16 سنة، هذا الشعب تعب وهلك كل شئ له حدوده، هنا حلت المصيبة وثار هذا الشعب، الان تتوفر لدي 5 الالاف اشتري بها الطماماطم غدا إذا لم استطع كيف سيعيشون". 

 هذا وشهد العراق منذ بدء تظاهرات أكتوبر قتل نحو 400 شخص وإصابة نحو 17 ألفاً آخرين، في ظل إصرار المتظاهرين بمنع التدخلات الإيرانية، وتحقيق مطالبهم الداعية إلى إقالة الحكومة وتغيير شكل الحكم في البلاد، عن طريق تغير الدستور والدعوة إلى انتخابات مبكرة .

تقرير: هونر أحمد
تعليق وتحرير: محمد التميمي

 

تعليقات

علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر

أضف تعليقاً

النص المطلوب
النص المطلوب
 

آخر الأخبار

البطاقة التموينية

وزارة التجارة العراقية لرووداو: 85% من سكان إقليم كوردستان أكملوا تحديث البطاقة التموينية

أعلن المتحدث باسم وزارة التجارة العراقية محمد حنون أن إجراءات حذف وإضافة الأسماء، والنقل، والفصل، وتصحيح المعلومات في الاستمارة الإلكترونية للبطاقة التموينية ستبدأ قريباً، مشيراً الى أن 85% من سكان إقليم كوردستان أكملوا التحديث.