رووداو ديجيتال
وضح المستشار في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في العراق (فاو) ناقد خميس، تأثير جائحة كورونا على الأمن الغذائي.
وقال خميس، لشبكة رووداو الإعلامية اليوم اثلاثاء (10 آب 2021)، أن "الأمن الغذائي يتحدد بثلاثة عناصر، وهي انتاج الغذاء وسلامته والقدرة على الوصول إليه، وقد تاثرت سلباً في بداية الجائحة بسبب تاثر العاملين على الانتاج في الشركات والمزارع، والقيود على الحركة وعدم وجود سعات تخزين كافية في حالات عدم التسويق لتخزين الغذاء مما أثر على جودة وسلامة الغذاء".
وأضاف خميس، أن "القدرة في الوصول الى الغذاء تتحدد بالمواصلات والامكانية المالية".
وبشأن الاستطلاع الذي أجرته فاو، حول الأمن الغذائي منذ بداية الجائحة، قال خميس، "عملت منظمة الفاو على الاستقصاء للاستبيان بمقابلة المزارعين والمسؤولين والشركات الصغيرة والمتوسطة والهدف منها هو التوقف عند حالتها".
خميس تابع، "وجدنا من خلال الاستطلاع أن 60 % قد تأثرو بنسبة معينة من جائحة كورونا بانخفاض الأسعار وعدم الحصول على المواد الأولية وحركة الإغلاق".
الاستطلاع أشار إلى أن العديد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، كانت في طريقها للاغلاق بسسبب توقف عملها، ولكن بعد تحسن الموقف انخفضت النسبة الى 30%، وفقاً لخميس.
ولفت خميس إلى أن "الاستطلاع شمل محافظات الاقليم واستمر شهرياً وكانت تصدر نشرة دورية، طيلة فترة الجائحة وكان التاثر متماثلاً في العراق كله من ضمنه اقليم كوردستان".
ما اثر على الشركات هو الاغلاق بين المحافظات حيث تعطلت المشاريع الصغيرة ولم تتمكن من تسويق منتجاتها، وفق خميس.
ومضى في القول، أنه "كان هناك نوع من الهلع في بداية الجائحة للحفاظ على الصحة العامة، ما أدى إلى ارتفاع اسعار السلع لحدٍ معين وخاصة المستوردة منها، اما السلع المحلية فلم تتاثر كثيراً وبعد ان خفت اجراءات الغلق عادت الاسعار الى مستوياتها".
خميس أضاف أن التغيير المناخي خاصة الجفاف، اثر على الانتاج الزراعي ما ادى الى الزيادة في ارتفاع الاسعار إلى جانب ارتفاع نسبة الفقر من 20 الى 31 % بسبب التغير المناخي والجائحة.
وبالعودة الى الاستطلاع، قال خميس إنه "يوفر قاعدة معلومات مهمة نتشارك بها مع الحكومة وعلى ضوء ذلك تتحرك برامج للدعم لدى الحكومة، الى جانب المنظمات الدولية التي تعمل على دعم تلك المشاريع الصغيرة والمتأخرة بالتعاون مع الدول المانحة ".
وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، حذرت في (12 تموز 2021)، من أن آثار وباء كوفيد على الأمن الغذائي العالمي ستكون طويلة الأمد، مبينة أن الوباء ساهم في زيادة عدد الأشخاص الذين واجهوا الجوع عام 2020.
وأضافت، كما ساهم في تفاقم ظاهرة الجوع في العالم بنسبة (+18% خلال عام)، وهي النسبة الأكبر منذ ما لا يقل عن 15 عاماً، وذلك قد يقوض أكثر من أي وقت مضى هدف الأمم المتحدة بالقضاء على الجوع في العالم بحلول 2030.
وذكرت منظمة الأغذية والزراعة في تقريرها المنشور بالتعاون مع الصندوق الدولي لتنمية الزراعة واليونيسيف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية أنه "في 2020 واجه ما بين 720 و811 مليون شخص الجوع في العالم وهو ما يزيد بنحو 118 مليون شخص عن 2019 إذا أخذنا في الاعتبار متوسط النطاق (768 مليونا)".
وأكثر من نصف هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية يعشيون في آسيا (418 مليوناً) وأكثر من الثلث في افريقيا (282 مليوناً) و8% في أميركا اللاتينية (60 مليونا).
وقال دومينيك بورجون مدير مكتب الفاو في الأمم المتحدة في جنيف في مقابلة مع وكالة فرانس برس "نرى أن الأرقام ارتفعت بشكل كبير".
على نطاق أوسع، بلغ عدد الأشخاص الذين لا يحصلون على غذاء كاف على مدار العام وبالتالي "الذين قد يواجهون صعوبة في تأمين الغذاء في أوقات معينة من العام" 2,37 مليار في 2020 أو "320 مليون شخص أكثر" من العام 2019.
وهذه الزيادة "مساوية لتلك التي سجلت خلال السنوات الخمس الماضية" بحسب التقرير.
وأضاف بورجون أنه "كانت هناك عوامل ساهمت في هذا الوضع مرتبطة بشكل رئيسي بالنزاعات وآثار التلقبات المناخية والصدمات الاقتصادية التي واجهتها بعض البلدان".
وتابع: "ساهمت الجائحة في تأجيج هذا الوضع".
في بعض البلدان "لا سيما الأفقر حيث اتخذت تدابير لوقف انتشار الوباء" منعت القيود المفروضة على التنقل على سبيل المثال، صغار المزارعين من "بيع منتجاتهم في الأسواق" وحرمتهم من مصادر رزقهم.
من ناحية أخرى "على مستوى المدن كان هناك أحيانا مشاكل في التموين ما يعني أن الأسعار كانت ترتفع" بحسب بورجون الذي يفكر بشكل خاص في بلدان منطقة الساحل وجنوب الصحراء مثل الكونغو.
وذكر تقرير الفاو أنه "قبل وباء كوفيد لم نكن على المسار الصحيح للقضاء على الجوع وكافة أشكال سوء التغذية في العالم بحلول 2030. واليوم جعل الوباء المهمة أكثر صعوبة".
ووفقًا للتوقعات الواردة في هذا التقرير، أن "ما يقارب 660 مليون شخص قد يعانون من الجوع في 2030 ويعود ذلك جزئيًا إلى الآثار طويلة المدى لوباء كوفيد على الأمن الغذائي العالمي - أو أكثر ب30 مليونًا في سيناريو لم يكن فيه الجائحة".
يوضح التقرير أن "العالم لن يستطيع تحقيق الأهداف المحددة لعام 2030 لأي من مؤشرات التغذية"، مؤكدا أنه "من المحتمل أن يكون لوباء كوفيد تأثير على انتشار أشكال متعددة من سوء التغذية ويمكن أن تكون آثارها دائمة ما بعد 2020".
ويعاني 22%(149 مليونا) من الأطفال دون سن الخامسة من تأخر النمو، وفقاً لبورجون الذي يؤكد على "مشاكل في نمو المعرفة" التي ستؤثر على هؤلاء الأطفال مدى الحياة.
ويدق التقرير الذي عرضته الوكالات الخمس "ناقوس الخطر" بحسب بورجون.
بورجون أوضح أن "القمم التي ستنظم بشأن الأنظمة الغذائية والتغذية في الأشهر المقبلة، تشكل فرصًا لإعادة هذه القضايا إلى الواجهة، ولكي تكون هناك مقاربات مدروسة بدرجة أكبر على المستوى العالمي لوضع سياسات واستثمارات تسمح بتغيير هذا الوضع في نهاية المطاف".
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً