رووداو ديجيتال
تسبب انخفاض كميات مياه عيون "جعفر" القادمة من الاراضي الايرانية صوب ناحية مندلي، التابعة لمحافظة ديالى، الى لجوء الناحية لحفر الابار، في سبيل توفير المياه للاسالة وسقي البساتين.
يذكر ان مندلي، بالكوردية "مەندەلی - Mendelî" تتبع الى قضاء بلدروز في محافظة ديالى، وهي من ضمن المناطق المتنازع عليها في العراق، وتتكون من أربع محلات، قلعة بالي، بوياقي، السوق الصغير، السوق الكبير، وغالبية سكانها من الكورد، كما توجد فيها أسر عربية وتركمانية.
صدر مرسوم جمهوري بإنشاء قضاء بلدروز عام 1987 والتي ألحقت بها مندلي، وهي تقع على بعد 160 كم شمال شرق العاصمة العراقية بغداد.
كانت بساتين المدينة تنتج أفخر أنواع التمور وأندرها وكان بها مليون ونصف نخلة، إلا أن السد الذي أنشأه شاه إيران في ثلاثينيات القرن الماضي على وادي نهر كنكير حرمها المياه الكافية مما ألحق دماراً كبيراً بالنخيل وتسبب ذلك بهجرة غالبية أبناء المدينة حينذاك.
بعد عام 1982 أصبحت مندلي الخط الأمامي في جبهة الحرب العراقية الإيرانية مما أدى إلى نزوح أهلها منها إلى مدن أخرى مثل بلدروز وبعقوبة وبغداد، وتم تنزيلها من قضاء إلى ناحية بعد أن كانت من أولى الأقضية في العراق.
انخفاض كميات المياه القادمة من ايران
وقال مدير ناحية مندلي مازن الخزاعي لشبكة رووداو الاعلامية ان "هنالك عيوناً للمياه، نسميها مياه سطحية، عند الدعامات الحدودية لدى سومار بمسافة قريبة جداً عن الحدود العراقية، لكنها داخل الاراضي الايرانية، تتدفق منها المياه الى الاراضي العراقية ولا يستفيد منها الايرانيون".
واضاف مازن الخزاعي: "نستعملها لغرض تأمين مياه الاسالة، فيما تذهب الكميات الزائدة منها الى سقي البساتين"، موضحاً أن "كمية المياه من هذه العيون انخفضت ولم تعد تصل بالشكل الصحيح الى البساتين".
بات ملفّ المياه يشكّل تحدياً أساسياً في العراق، البلد شبه الصحراوي، والذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 42 مليون نسمة، وحمّلت بغداد مراراً جارتيها تركيا وإيران مسؤولية خفض منسوبات المياه بسبب بناء سدود على نهري دجلة والفرات.
حفر 9 آبار جديدة لتعويض نقص المياه
مدير ناحية مندلي أشار الى ان "مياه الاسالة في مندلي الان بين مكتفية وغير مكتفية، ولا توجد أزمة قوية، حيث تأتي من هذه العيون، والتي تطلق عليها تسمية عيون جعفر وفيها نسبة من الاملاح، 150 لتراً في الثانية، بعد ان كانت 250 لتراً في الثانية، بانخفاض 20% تقريباً".
ولفت مازن الخزاعي الى ان "هناك آباراً لدينا تعزز مياه الإسالة، حيث قمنا قبل نحو شهر بحفر 9 آبار لتعويض النقص في مياه الاسالة في عدد من الاحياء، كما قمنا بادامة الابار القديمة"، مشيراً الى "وجود نحو 20 بئراً الان في ناحية مندلي".
مازن الخزاعي، نوّه الى ان "تأمين وصول المياه من الابار يتم بعد حفر نحو 90 – 100 متراً للوصول الى المياه".
وسبق للبنك الدولي، أن اعتبر أن غياب أي سياسات بشأن المياه قد يؤدي إلى فقدان العراق بحلول العام 2050 نسبة 20% من موارده المائية، فيما اعلن العراق في وقت سابق أن المشروعات المائية التركية أدت لتقليص حصته المائية بنسبة 80%، بينما تتهم أنقرة بغداد بهدر كميات كبيرة من المياه.
يشار الى ان وزارتي الزراعة والموارد المائية في العراق، قررتا في وقت سابق تخفيض المساحة المقررة للزراعة، وذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، فيما حذّرت وزارة الزراعة من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز في مرحلة من فصل الصيف خمسين درجة مئوية.
وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.
تعليقات
علق كضيف أو قم بتسجيل الدخول لمداخلات أكثر
أضف تعليقاً