عزيزتي القارئة، عزيزي القارىء، في هذا اليوم الذي يذكرنا بيوم لا يشبه قريناته، أود التحدث عن زاوية من زوايا الانسانية الخجولة من الانسان والانسانيةمعاً؛ نعم، عن زاوية قد تكدست فيها آهات وصرخات الاطفال والصبايا والنساء، وتعالت أنينهم واستنجاداتهم من الم الكرامة قبل الم مخالب الوحوش. وعن منقذ طالما خاط الليل بالنهار بخيوط منسوجة بالأمل، لاجل إنقاذ فتاة بريئة من بين أنياب وحوش العصر.
رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني لا يصرخ في الميادين، بل يهمس في آذان الملوك. إنه مد خيوطاً غير مرئية بين أنقرة تركيا وقسد روجافا، ونسجها من نعومة حرير السياسة المخملية وصبر المراوغة.
كانت البندقية ولعصور خلت، رمزًا للمقاومة والصراع، لا بل وامتداد لحناجر الغضب، وذلك عندما توصد أبواب الدبلوماسية وتخرس السياسة. لكن مع هذا وذاك فان التاريخ لا يسطر الأحداث بدماء المعارك فحسب، بل أحيانًا قد تُعاد صياغته بهدوء، هذا عندما يقرر المقاتل أن يمد بيده للمصافحة لا ليطلق النار، هنا يسقط سلاحه في النار.
تخيل أنك خرجت من بيتك ذات يوم، وفجأة شعرت بأنك نسيت شيئا مهما. تتوقف. تتحسس جيبك. تبحث بعينيك، ثم تركض عائدا كأنك تركت قلبك هناك. موقف بسيط، لكن فيه توتر وارتباك، لأنك فقدت شيئا اعتدت عليه، جزءا صغيرا من يومك.
عندما كانت لا تُسمع الأصوات إلا بواسطة السلاح، ولا تُحترم الهويات إلا بدماء الأبطال، حينها تسلّق الكورد الجبال، لا هروباً من المعارك، بل بحثاً عن كرامة تعلو حتى السماء. ومن بين الصخور الصامتة، ووشوشات أغصان الأشجار، تصدّوا للتحديات، ذاقوا الجوع، السجن، الفقدان، التنكيل... ثم عادوا بهمم لا تعرف الانحناء، وإرادة لا تعرف الانكسار.
ها قد مر أكثر من عقد، ومازالت الشمس تشرق على خيام بالية لا تستطيع حماية ساكنيها من الحرارة أو البرودة. هذه الخيام لا تشبه المأوى إلا من حيث الاسم، ولا تشبه أوضاع قاطنيها أوضاع النازحين إلا بالشهادات. في المخيمات، وكأنه كل شيء يبدو مؤقتاً، أصبح هذا الوضع المرير هو الواقع الدائم، والانتظار المقيت هو المصير، والوقت يشبه مصيبة أبدية. فإلى متى سيبقى الكوردي الإيزدي محبوساً في خيمة الانتظار؟ وإلى متى سيستمر العيش هناك وكأنه مشهد ممل من فيلم بلا نهاية؟.
اعتادت الأرض أن تُروى بالبارود قبل أن تُسقى بالماء، هذا ما لمسناه دوما في الشرق الأوسط، وحيث الكلمة كثيراً ما خضعت للبندقية قبل أن تصل للميكروفون، ولكن اليوم نعيش لحظة فارقة، لحظة نهاية زمنٍ طويل من الهتاف المسلح وبداية عهد يتسلل إليه الحبر ليحل محل الرصاص.
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلن حزب العمال الكوردستاني إنهاء وجوده أثناء مؤتمره الثاني عشر. هذا الإعلان لم يكن مجرد قرار إداري، بل كان زلزالاً سياسياً أدى إلى تحولات كبرى في هيكل الحركة الكوردية وأثر بشكل عميق في نفوس الجماهير في تركيا. ترى هل يمثل هذه الخطوة نهاية، أم أنها بداية لرؤية جديدة وتوجه مختلف، يمكن أن يقودها الحوار بدلاً من العنف، مع التركيز على التعبير عن الهوية الكوردية بطرق محدثة؟
بينما يواصل دونالد ترمب التقدم في مجاله السياسي بالولايات المتحدة، تبقى مواقفه السابقة ورؤاه المستقبلية موضوعًا للنقاش والتحليل، ومن بين تلك القضايا تأتي العلاقة مع الشرق الأوسط، لا سيما العراق. السؤال الذي يتزايد طرحه هو: هل سيسعى ترامب إلى أن تطالب الحكومة العراقية بتعويضات مالية عن سقوط نظام صدام حسين و"تحرير" العراق من الهيمنة الإيرانية، كما فعل مع أوكرانيا بالنسبة للمساعدة العسكرية الأميركية لها؟
في صباح الأربعاء الأول من شهر نيسان، ووفقًا للتقويم الشرقي الذي يسبق الغربي بثلاثة عشر يومًا، يحتفل الإيزيديون بعيد يُعدّ من أقدس طقوسهم الدينية، ألا وهو عيد رأس السنة الإيزيدية أو كما يُعرف في لغتهم الكرديةبـ”سەر ساڵ Ser sal”، والذي سيصادف في هذا العام 2025 يوم السادس عشر من نيسان.
عندما كان فيه النفوذ يُقاس بالشعارات الرنانة، وامتلاء بطون السجون، وانتشار الخوف والرعب في الشوارع، اختار صدام حسين أن يمنح العراق محافظة تاسعة عشرة جديدة، لكن ليست من الجغرافيا العراقية، بل من شرق الخليج. الكويت، تلك الدولة الصغيرة والوديعة والمسالمة، تحولت فجأة إلى "المحافظة 19" باسم التوسع القومي ومكافحة الإمبريالية، أو كما كان يُطلق عليه في نشرات الأخبار حينذاك: "استعادة التاريخ أو عودة الفرع إلى الأصل"!!. والنتيجة؟ حرب، وخراب، وحصار، وفشل ذريع وعقوبات لا تزال أعباؤها تثقل كاهل العراقيين حتى اليوم.
في ظل أجواء إقليمية معقدة، اجتمع رئيس إقليم كوردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، والرئيس السوري أحمد الشرع في أنطاليا التركية، على هامش قمة هامة. اللقاء تجاوز الشكل البروتوكولي، ليغوص في عمق التحولات الجيوسياسية بالمنطقة. وكان لتركيا دور بارز في رعاية الحدث، بمشاركة قادة بارزين من الشرق الأوسط، مما يضفي عليه أبعاداً ستراتيجية هامة.
تشهد مدينة أنطاليا التركية حدثاً دبلوماسياً في غاية الأهمية، يُتوقع أن يكون محوره لقاء استثنائي يجمع رئيس إقليم كوردستان العراق، السيد نيچيرڤان بارزاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وذلك ضمن إطار ملتقى سياسي رفيع المستوى يضم نخبة من قادة المنطقة، بمن فيهم الرئيس السوري أحمد الشرع.
ما قدمته Yaşar IÇEN في مقالها حول الدور البارز الذي لعبه السيد سفين دزيي لتثبيت الاعتراف بعيد نوروز في تركيا يعتبر شهادة موضوعية على لحظة مفصلية في تعزيز التعددية الثقافية في المنطقة.
في لحظة تلتقي فيها مسارات القدر بين الممكن والمجهول، وبين الطموحات السياسية والمشكلات المتراكمة، برز صوت نيچيرڤان بارزاني رئيس إقليم كوردستان - في كلمته اليوم بمناسبة مرور 55 عاماً على اتفاقية 11 اذار - كنداء يتجاوز حدود السياسة التقليدية ليتحول إلى موقف رئيسي يرسم ملامح المرحلة القادمة. دعوته الموجهة للقوى السياسية الكوردية والعراقية لتعزيز الفدرالية والدفع نحو التعايش السلمي لا تقتصر على كونها بياناً دبلوماسياً، بل تحمل في طياتها مطالبة بقراءة معمقة للواقع. النظام الفيدرالي الذي يقوم عليه دستور العراق لعام 2005 ليس مجرد إطار سياسي، بل هو عقد اجتماعي يهدف إلى صيانة التنوع وضمان الحقوق الدستورية لجميع المكونات.
لطالما كانت المكونات الدينية والقومية جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي لكوردستان العراق، ولعبت دوراً مهماً في النضال من أجل الحرية والاستقلال.
إن قضية "مكافحة الإرهاب" تعتبر من أكثر وأكبر القضايا تعقيدًا وإثارة للجدل في النظام الدولي الحالي، حيث تتداخل فيها الاعتبارات السياسية والمصالح الاستراتيجية والتفسيرات القانونية المختلفة لمفهوم الإرهاب بشكل واضح.
أثارت التطورات الأخيرة في الوضع السياسي الدولي بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا وروسيا، تساؤلات حول مستقبل العلاقات الدولية والتوازن الجيوسياسي في المنطقة.
لم تكن دعوة عبد الله أوجلان الأخيرة إلى حلّ حزب العمال الكوردستاني وإنهاء الكفاح المسلح مجرد لحظة، بل كانت تحولاً جوهرياً في المسألة الكوردية في تركيا والمنطقة بأسرها. فقد جاءت هذه الدعوة في لحظة تحوّل كبيرة، تداخل فيها البعد السياسي الداخلي مع البعد الإقليمي والدولي، وأُعيد فيها تنظيم التوازنات والمصالح.
أكد رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، في آخرتصريح سياسي له،أن الصراع الدائر في غزة ولبنان هو ”قضيةقومية“ولا يمكن إنهاؤه بالقوة العسكرية. جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الثالثة لمنتدى أربيل (2025)حول”مستقبل الشرق الأوسط في ظل تراكم انعدام الأمن“. وشدد بارزاني على أن ما يحدث في غزة وجنوب لبنان وإن كان يضعفهما مؤقتاً إلا أنه لا يمكن أن ينهي قضيتهما، مؤكداً أن الشعوب لن تهزم بالحرب والقتل، بل ستصمم على الدفاع عن حقوقها رغم المعاناة. وتعكس هذه الرؤية فهمًا عميقًا للتجربة التاريخية للكورد وغيرهم في المنطقة الذين واجهوا القمع والصراع. وسنحاول في هذا المقال التحليلي جوانب من تصريحات بارزاني تحت أربعة محاور مترابطة: المنظور القومي الكوردي؛ والأبعاد الإقليمية والدولية؛ وتأثير الصراع على الاستقرار الإقليمي:
"عندما يكتب القلم بدمه وتكون الحقيقة هي المهر المدفوع من حياة صاحبه، يولد شهيد الكلمة وبطل ميادين الحرب ويخلده التاريخ في السجل".
سنجار اليوم ليست مجرد منطقة حرب، بل هي اليوم مسرح لصراع متعدد الأوجه على السلطة، حيث تشارك فيه قوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة وقوات حماية سنجار والقوات العراقية الرسمية وغيرها. ولا تزال المعادلة الأمنية متقلبة. وقد جعلت التوترات المسلحة والاغتيالات والضربات الجوية التركية من السلام حلماً بعيد المنال، ولا تزال العودة إلى الحياة الطبيعية صعبة.
لقد مرت أكثر من عقد على تلك اللحظات والأيام المظلمة التي دمرت الجسد المادي للمجتمع الإيزدي، وقد حملت هذه السنوات مأساة يصعب على أي شخص وصفها.. عقد من الألم والجروح التي لا يمكن شفاءها، ولكن أيضا عقد من المقاومة الصامتة.
لا يخفى على أحد أن منطقة الشرق الأوسط تتميز بعدم الاستقرار وبداخله نزاعات وصراعات سياسية واقتصادية اجتماعية والتي وللأسف لا يبدو أن لها نهاية قريبة. ونتيجة للأحداث المتسارعة التي تحدث كمثل انهيار حكومات وظهور عناصر غير حكومية غريبة بالإضافة إلى الحروب الأهلية والنزاعات ومشاكل الاقتصادية، باتت اتخاذ قرارات استراتيجية حلاً فورياً. في خضم ذلك تبقى أسئلة حول كيف ستتداخل العوامل الوطنية، الإقليمية والدولية في سير وزمان الأحداث؟ وما مصير عاصمة إقليم كوردستان العراق وباقي المنطقة.
شهدت مدينة ميونخ الألمانية انعقاد النسخة السنوية لمؤتمر ميونخ للأمن لعام 2025، وهو أحد أبرز المحافل الدولية لمناقشة القضايا الأمنية والاستراتيجية.
